قال عمر بن عبد العزيز: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء)

الأحد، 22 مارس 2015

(طيور الجنة) تسمية في غير محلها وهي من الأغاني ( الشيخ محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله )

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقطع صوتي

بعنوان ::
(طيور الجنة) تسمية في غير محلها وهي من الأغاني

الشيخ محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله


***************


 
الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الثلاثاء، 10 مارس 2015

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقطع صوتي

بعنوان ::
(طيور الجنة) تسمية في غير محلها وهي من الأغاني

الشيخ محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله


***************


Share
الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الطريقة السليمة لتربية الأبناء
للشيخ محمد الوصّابي


سؤال الفتوى:


أحسن الله إليكم وبارك فيكم ؛ السؤال الثاني يقول: ما هي الطريقة السليمة لتربية الأبناء على المنهج الصحيح والعقيدة السليمة ؟


الإجـــابة:


هذه أيضاً كانت إحدى الدورات عندنا في هذا العام دورة (تربية البنين والبنات) وهي الثالثة والخمسون تعتبر لاشك أن الاهتمام بالتربية تربية البنين والبنات من الأمور المهمة من ذلك أن يجنبوا من الحزبيين ومن المائعين ،
أن يكون لهم قرناء صالحين ومدرسين صالحين ،
ويقوم بتعليمهم القرآن الكريم والأحاديث النبوية والأخلاق الإسلامية ،
يحفظون من الآيات القرآنية ومن الأحاديث النبوية والآداب الإسلامية ويعتنى بهم ولا تيأسوا،
يُبعَدون عن القات وعن الدخان وعن الشمّة وعن التلفاز وعن ضياع الأوقات،

ويدعى لهم بالخير الدعاء له شأن عظيم ؛ لا يستهان بالدعاء وخاصة دعاء الوالدين ؛
وينبغي أن يعرف الأبوان الآباء والأمهات أن الحق الذي عليهم لأولادهم لا يقتصر على التغذية والملابس والسكن
جزءٌ من ذلك وإلا فهناك ماهو أهم وهو تعليمهم أمور الدين
والدعاء لهم بالخير دائماً وعلى لسانك تدعو لأولادك بالخير والصلاح ؛
هداكم الله ،أصلحكم الله ، بارك الله فيكم ، أصلحكم الله وفقكم الله منّ الله يمن عليكم بالعلم وبالرزق الحلال والعلم النّافع والعمل الصالح؛
الولد ينتعش حين يسمع مثل هذه الكلمات الطيبة الولد والبنت يفرحون بهذا فيكون هذا إن شاء الله على بال الآباء والأمهات الدعاء للبنين والبنات سرّاً وجهاراً وبالله التوفيق.



من موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية باليمن
----------------
للإستماع و التحميل الصوتية في المرفقات
-------





و لمزيد من الفائدة يمكنكم متابعة هذه الفهارس:
الطفل المسلم|تربية الأبناء|فتاوى الأسرة|فتاوى شرعية



Share
الملفات المرفقة الملفات المرفقة
مقطع للشيخ :محمد بن هادي المدخلي- حفظه الله - بعنوان :حكم الضرب على الوجه

مـــدتــه:00:29

تفريغ

السؤال:
وهذا يسأل أيضًا سؤال آخر: الضرب للابن ذي الثمان سنوات على وجهِه.
الجواب:
لا يجوز الضرب على الوجه، لا لذي الثمان، ولا لذي الثمانين، ما يجوز الضرب على الوجه أبدًا، لأنَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَنهى عن ذلك،
وقال:
«فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»

، فلا يجوز الضرب على الوجه، يُحْرَم.




Share
الملفات المرفقة الملفات المرفقة
بسم الله الرحمن الرحيم

فائدة في تربية الأبناء

للشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:




إذا رأيت ولدك أو بنتك وقع في مخالفة فلا تقم عليه مباشرة : يا خسيس ، يا اللي فيك ، لا ؛ وجه وأعرض بالهجر ؛ فأحيانا إذا أعرضت عنه يوما أو هجرت يمكن أشد عليه من الكلمة هذه ، فيحس أنه أخطأ ، فإذا عاد وجهته بالحسنى ، لا تجابهه بالكلام ؛ فإن النفوس تفر . فعليك أن تكون كرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لطيفا في الأمر ، ولطيفا أيضا في النهي ، فإن النفوس لها حظ ، وربما ردت الحق بسبب عدم الإحسان في عرضه من بعض الخلق .

( شرح كتاب الجامع من بلوغ المرام - الدرس 03 )

الاثنين، 9 مارس 2015

قُرَّةُ عَيْنِ الأبَوَين في رِِعايَةِ و تَربيَّةِ البَنَاتِ و البَنِين ( الجزء الثّاني ) / نجيب جلواح
بسم الله الرحمن الرحيم



قُرَّةُ عَيْنِ الأبَوَين

في رِِعايَةِ و تَربيَّةِ البَنَاتِ و البَنِين

( الجزء الثّاني )



الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين :

بعد الكلام المجمـل عن تربيّة الأولاد ورعايتهم ، و الذي سبق في الجزء الأوّل مِن مقال " قرّة عين الأبوين " ، ها أنا ذا ألتقي - مرّة أخـرى- بقرّائنا الكرام ، لبسْط القـول ، و تفصيل الكلام ، فيما يتعيّن علـى الوالدين أن يَعلموه و يُعلّموه أبناءهم ، و يُنشئوهم عليه ، فأقولُ - و بالله أستعين - :

أوّل ما يُعلَّم الصّبيّ العقيدة الصّحيحة :

على الآباء أن يغرسوا العقيدة الصّافية الخالصة في نفوس أبنائهم ، و يلقّنوهم كلمة التّوحيد مِن صغرهم , و يربّوهم على مراقبة الله و خوفه في السّرّ و العلانية ، و يُعْلموهم أنّه في السّماء ، و أنّه يسمع كلامهم ، ويرى مكانهم ، و يَعلم سرّهم و نجواهم ، إلى غير ذلك مِن أمور العقيدة الميسّرة ، التي تلائم سنّهم ، و تتناسب مع صغرهم ، و هذا ليتربّوا على معرفة الله و توحيده ، و حفظ حدوده ، فيلجأون إليه في الرّخاء و الشّدّة ، و يسألونه و يستعينون به ويتوكّلون عليه ، لأنّهم لُقِّنوا أنّه لا يملك لهم أحـدٌ - مِن الخلق- نفعاً و لا ضرّاً إلاّ بإذن الله ، و أنّ الله تعالى معهم ، ينصرهم و يؤيّدهـم ، و ييسّر لهم أمورهم ، ماداموا متمسّكين بشرع ربّهم - إخلاصاً و اتّباعاً - و يُستحسن تشويق الصّغار و تهيئتهم بلطف العبارة ، وتنبيههم إلى أهمّية ما يُلقى عليهم ، مع إشعارهم بسهوله حفظه وفهمه ووعيه ، ويكون ذلك بأسلوب مختصر ، و كلام جامـع و مُوجز و واضح ، ليكون أوقع في النّفس . و هذا الذي ركّز عليه لقمان الحكيم في موعظته لابنه ، إذْ بدأها بنهيه عن الشّرك - و هو أمرٌ بالتّوحيد - فقال : }يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ { [ لقمان : 13 ] . و هو ما تجلّى و ظهر في وصيّة رسول الله صلّى الله عليه و سلم لابن عمّه عبد الله بن عبّاس ، و هو فتًى ، إذْ قال - رضي الله عنهما - : " كنتُ خلف رسول الله صلّى الله عليه و سلم يوما ، فقال : " يا غلام ! إنّي أعلّمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك إذا سألتَ فاسأل الله ، و إذا استعنتَ فاستعن بالله ، و اعلم أنّ الأمّة لو اجتمعتْ على أنْ ينفعوك بشيء ، لم ينفعـوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعـوا على أنْ يضرّوك بشيء ، لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعـت الأقلام ، و جفّت الصّحف "[1].

قال ابن قيّم الجوزيّة - رحمه الله- : " فإذا كان وقت نطقهم فليُلقَّنوا " لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله " ولْيَكن أوّل ما يقرع مسامعهم : معرفة الله - سبحانه - و توحيده ، و أنّه - سبحانه - فوق عرشه ، ينظر إليهم ، و يسمع كلامهم ، و هو معهم أينما كانوا "[2].

ولْيَكن تعليم الصّغار توحيد الله قبل أيّ علم آخر ، بل هو مقدّم على تعلّم كتاب الله تعالى ؛ فعن جُندُب بن عبد الله رضي الله عنه قال : " كنّا غلمانا حزاوِرة [3]مـع رسول الله صلّى الله عليه و سلم فيعلّمنا الإيمان قبل القرآن ، ثمّ يعلّمنا القرآن ، فازددنا به إيمانـا . و إنّكم - اليوم - تعلّمون القرآن قبل الإيمان "[4].

و هذا هو المنهج الذي سار عليه سلف هذه الأمّة ، إذْ كانوا يهتمّون بعقائد أبنائهم ، و يعلّمونهم توحيد الله منذ الصّغر ؛ فعن جعفر عن أبيه قال : " كان عليّ بن الحسين يعلّم ولده ، يقول : قل : آمنت بالله ، و كفرت بالطّاغوت " [5].
و كانوا يحذّرونهم مِن مخالطة أهل البدع و الأهواء ، لِما في ذلك من العواقب الوخيمة، و الآثار السّيّئة على عقائدهم ؛ قال سعيد بن جبير رحمه الله : " لأنْ يصحب ابني فاسقا شاطرا [6] سنّيّا ، أحبّ إليّ مِن أن يصحب عابدا مبتدعا "[7] .

وكانوا يختارون لهم المعلّم السّنيّ ، و المربّي الصّالح ، صاحب الاتّباع و الخُلق الحسن ، لينشأوا على إخلاص العبادة لله ، و متابعة رسوله صلّى الله عليه و سلم . و كانوا يحذّرون مِن وضعه في يد معلِّـم مبتدع ؛ لـ " أنّ هذا العلم دِين ، فانظروا عمّن تأخذون دينكم "[8]. فكمْ مِن انحراف في الخُلق ، و فساد في الاعتقـاد ، وقع فيه الصّبيّ بسبب معلّمه ؟! ؛ قال أبو إسحـاق الجُبْنَيانيّ : " لا تُعلّموا أولادكم إلاّ عند الرّجل الحسن الدّين ، فدِين الصّبيّ على دين معلّمه " [9].

تعليم الطّفل القرآن :

حثّ الإسلام على تعلُّم كتاب الله تعالى و تعليمه ؛
قال رسـول الله صلّى الله عليه و سلم: " خيركم مَن تعلّم القـرآن وعلّمه "[10].
و عن عمران بن يزيد : حدّثني عبد الله بن عيسى قال : " لا تزال هذه الأمّة بخير ، ما تعلّم وِلدانها القرآن "[11].

و هذا يشمل التّعليم اللّفظيّ - تلاوةً و حفظاً - و المعنويّ - تفسيراً و شرحاً - كما يشمل الوالد بتعليمه ولده ؛ فعن أبي عبد الرّحمن قال:"حدّثنا مَن كان يُقرئنا مِن أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه و سلم أنّهم كانوا يَقترِئون مِن رسول الله صلّى الله عليه و سلم عشر آيات ، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتّى يَعلموا ما في هذه مِن العلم و العمل ، قالوا : فعلِمنا العلم و العمل " [12].

فإنْ عجز الوالد عن تعليم ولده القرآن ، أو شُغل عن ذلك ، وكّل مَن يقوم به - و لو بأجرة - فإنْ ترَك ذلك لشحّ ، قَبُح فعله .

و قد رتّب الشّرع على هذا التّعليم ثواباً و أجـراً ، لاسيما تعليم الوالد ولده ؛ فقال رسـول الله صلّى الله عليه و سلم :" مَن قرأ القرآن و تعلّمه و عمل به ، أُلبس يوم القيامة تاجاً مِن نور، ضَوؤه مثل ضوء الشّمس ، و يُكسى والداه حلّتين ، لا يقوم بهمـا الدّنيا ، فيقولان : بمَ كُسِينا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن "[13].

و بهذا التّعليم أوصى السّلف ؛ فعن عمرو بن قَيْس السَّكونيّ ، قال : سمعتُ عبد الله بن عمرو بن العاص يقول :" عليكم بالقرآن فتعلّموه ، و علّموه أبناءكم ، فإنّكم عنه تُسألون ، و به تُجزون ، و كفى به واعظا لمن عقل "[14].

و عن أبي الضُّحى قال : قال الضّحّاك بن قَيْس : " يا أيّها النّاس ! علّموا أولادكم و أهاليكم القرآن ، فإنّه مَن كتب الله عزّ و جلّ له مِن مسلم أنْ يدخل الجنّة إلاّ قيل له : اقرأ و ارتقِ في درج الجنّة ، حتّى ينتهي إلى علمه مِن القرآن "[15].

فكان مِن ذلك أنْ حَفظه صغارهم ، و استظهره فتيانهم ؛ فعن سعيد بن جبير قال : " إنّ الذي تدعونه المفصّل هو المحكم . قال : و قال ابن عبّاس : " توفّي رسول الله صلّى الله عليه و سلم و أنا ابن عشر سنين ، و قد قرأتُ المحكم "[16].

و عن ابن أبي مُلَيْكة قال : " سمعتُ ابن عبّاس - رضي الله عنهما - يقـول : " سَلوني عن سورة النّساء ، فإنّي قـرأتُ القرآن و أنا صغير "[17].

بل كان مِن أولئك الصّغار مَن يؤمّ الكبار - و هو ابن ستّ أو سبع سنين- لحفظه ، و هو عمرو بن سلمـة- رضي الله عنهما [18].

تعليم الطّفل العلم الشّرعيّ :

بعد أن يغرس الوالد في ابنه العقيدة الصّحيحة ، و يعلّمه القرآن ، ينتقل إلى تعليمه أركان الإسلام ، وما ينفعه مِن العلوم الشّرعيّة ، التي تقوده إلى العمل الصّالح ، فيتعلّم الطّفل أحكام الصّلاة و الصّيام و الحجّ و نحوها .

و لمّا كان للعلم الشّرعي أهميّة كبرى ، و مكانة رفيعة ، كافأ رسول الله صلّى الله عليه و سلم مَن خدمه بأنْ دعا الله له أن يفقّهه في الدّين ؛ فعن عبد الله بن عبّاس - رضي الله عنهما - : " أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلم دخل الخلاء ، فوضعتُ له وَضوءا ، قال : " مَـن وضع هذا ؟ " فأُخبِر ، فقال : " اللّهمّ فقِّهه في الدِّين " [19].

و على المعلّم أن يتدرّج مع الطّفل في تعليمـه ، و لا يُكثر عليه حتّى لا يملّ فيكلّ ؛ قال الشّافعيّ - رحمه الله- و هـو يُوصي أبا عبد الصّمد - مؤدِّب أولاد هارون الرّشيد - : " ... و لا تخرجنّهم مِن علم إلى غيره حتّى يُحكمـوه ، فإنّ ازدحام الكلام في السّمع مَضلّة للفهم " [20].

و إذا أحسن المؤدّب تعليم الطّفل صغيرا ، حفظ العلم كبيرا ؛ قال مِسكين بن بَكْر : " مرّ رجل بالأعمش و هو يحدّث ، فقال له : تحدّث هؤلاء الصّبيان ؟! فقال الأعمش : هؤلاء الصّبيان يحفظون عليك دينك "[21].

وعن عبد الله بن عُبيد بن عُمير قال : " كان في هذا المكان - خَلْف الكعبة- حلْقة ، فمرّ عمرو بن العاص رضي الله عنهيطوف ، فلمّا قضى طوافه جاء إلى الحلْقـة ، فقال : " مالي أراكم نحّيتم هؤلاء الغلمان عن مجلسكـم ؟ لا تفعلوا ، أوْسِعوا لهم ، و أدْنوهم ، و أفْهموهم الحديث ، فإنّهم اليوم صغار قوم ، و يوشكوا أنْ يكونوا كبار آخرين ، قد كنّا صغار قـوم ، ثمّ أصبحنا كبار آخرين "[22].

قال ابن مُفلح - معلّقا على كلام ابن العاص رضي الله عنه السّابق- : " و هذا صحيح لا شكّ فيه ، و العلم في الصّغـر أثبت ، فينبغي الاعتناء بصغار الطّلبة ، لا سيما الأذكياء المتيقّظين الحريصين على أخذ العلم ، فلا ينبغي أنْ يجعل - على ذلك - صغرهم ، أو فقرهم و ضعفهم ، مانعا مِن مراعاتهم ، و الاعتناء بهم " [23] .
و أمّا إذا أهمل الوالد تعليم ولده ما يجب عليه معرفته ، فهو عاصٍ ، لتفريطه في الواجب ؛ قال ابن قيّم الجوزيّة - رحمه الله - : " وسمعتُ شيخنا - رحمه الله- يقول : تنازع أبوانِ صبيّا عند بعض الحكّام ، فخيّره بينهما ، فاختار أباه ، فقالت له أمّه : سلْه لأيّ شيء يختار أباه ؟ فسأله ، فقال : أمّي تبعثني كلّ يوم للكُتّاب ، و الفقيه يضربني ، و أبي يتركني للّعب مع الصّبيان ، فقضى به للأمّ ، قال : أنتِ أحقّ به . قال شيخنا : و إذا تَرك أحدُ الأبوين تعليم الصّبيّ ، و أمْـره الذي أوجبه الله عليه ، فهو عاصٍ ، و لا وِلاية له عليه ، بل كلُّ مَن لم يقم بالواجب في وِلايته فلا وِلاية له ، بل إمّا أنْ تُرفـع يدُه عن الوِلاية ، و يُقام مَن يفعل الواجب ، و إمّا أن يُضمّ إليه مَن يقومُ معه بالواجب ، إذْ المقصودُ طاعةُ الله ورسولـه بحسب الإِمكان " [24].

أمْر الصّبيّ بالصّلاة :

على وليّ الطّفل أنْ يأمره بالصّلاة ، و يُعوّده عليها ، و هو مِن حقّ الولد على أبيه ؛ قال - جلّ شأنه- : ]وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [[ طه : 132 ] و هذا هو شأن المرسلين مع أهليهم ؛ قال الله تعالى - عن نبيّه إسماعيل عليه السلام - : ]وَ كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصّلاَةِ وَ الزّكَـاةِ وَ كَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيّاً [[ مريم : 55 ] . و هو دأب الصّالحين مع أبنائهم ، فهذا لُقمان الحكيم يخاطب ابنه - وهو يعظه - قائلا : ]يَبُنَيّ أَقِمِ الصّلاَةَ [[ لقمان : 17 ] . و قد دعا خليل الله إبراهيم عليه السلام ربّه - سبحانه - فقال :]رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي [[ إبراهيم : 40 ] .

و قد أمر النّبيّ صلّى الله عليه و سلم أولياء أمور الصّغار بأن يعوّدوهم على الصّلاة في سنّ مبكّرة ، فهي أعظم رُكن مِن أركان الإسلام بعد الشّهادتين ؛

فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلم : " مُروا أولادكم بالصّلاة وهم أبناء سبع سنين ، و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر ، و فرّقوا بينهم في المضاجع "[25].

قال ابن حجر-رحمه الله- :" فإنّ الأولاد ليسوا بمكلّفين ، فلا يتّجه عليهم الوجوب ، وإنّما الطّلب مُتوجِّه على أوليائهم أنْ يُعلّموهم ذلك ، فهو مطلوب مِن الأولاد بهذه الطّريق " [26].

لقد نبّه النّبيّ صلّى الله عليه و سلم - في هذا الحديث - على أمرين مهمّين ، في تربيّة الأولاد :
أوّلهما : غرس الصّلاة في الأولاد وهم صغار ، ليتعوّدوها كبارا ، ويتمرّنوا عليها ، ويستأنسوا بها ؛ وكون الغلام يُضرب عليها قبل البلوغ : دليل على إغلاظ العقوبة عليه إذا تركها متعمّدا بعد البلوغ .
الثّاني : غرس الفضيلة و العفّة فيهم ، ليبتعدوا عن الرّذائل ، و يجتنبوا الفواحش ؛ فعن عبد الله بن محمّد بن عبد الحميد قال : حدّثنا بَكْر بن محمّد قال : " سئل أبو عبد الله : في كم يُؤمر الصّبيّ بالصّلاة ؟ فذكر الجواب ، قال : ويُفرَّق بينهم في المضاجع لعشر، الغلام عن الغلام، و الجارية عن الجارية ، قال : لأنّه يهيج لعشر " [27] . هذا في الجنس الواحد ،

فكيف إذا كان بين الجنسين - الذّكور و الإناث - ؟لا شكّ أنّه أولى و أحرى .

قال عطيّة سالم - رحمه الله- : " و قد وصّى صلّى الله عليه و سلم بتربية النّشء في البداية ، و قبل البلوغ عليها ، فقال : ( وذكر الحديث السّابق ثمّ قال ) : فيُعوّد الصّبيّ على الصّلاة ، مِن السّابعة إلى العاشرة ، ثلاث سنوات ، بالتّرغيب وبالتّرهيب ، وبإعطاء الحلوى و الهدايا ، و صُحْبته إلى المسجد ، ثلاث سنوات ، فإذا بلغ العاشرة ، فإنْ كان خيِّرا طيِّبا نقِيّا ، كان ذلك كافيا له في أن يرتاد المسجد وحده ، و إلاّ ضُرب ضَرْب تأديب ، لا ضرْب تشفٍّ ، فإذا رُوّض مِن السّابعة إلى العاشـرة ، ثمّ أُلزم و ضُرب مِن العاشرة إلى الخامسة عشرة ، فلا يجري القلم عليه إلاّ و قد أصبحت الصّلاة جزءاً مِن دمه و لحمـه . و ما جنى إنسان على ولده أكثر مِن ترك تعليمه الصّلاة . فعلى العبد أنْ يفعل ما في وُسعه ، والتّوفيق و الهدايـة مِن الله - سبحانه و تعالى - " [28].

قال النّووي - رحمه الله- : " قال الشّافعي في " المختصر " : " و على الآباء و الأمّهات أن يُؤدّبوا أولادهم ، و يُعلّموهم الطّهـارة و الصّلاة ، و يضربوهم على ذلك إذا عقِلوا "، قال أصحابنا : و يأمـره الوليّ بحضور الصّلوات في الجماعة و بالسّواك ، و سائر الوظائف الدّينيّة ، و يُعرّفه تحريم الزّنا و اللّواط و الخمر و الكذب و الغيبة و شبهها " [29].

كما أنّ على وليّ الطّفل أن يتعهّده و يسأل عنه : هل أدّى صلاته أم ضيّعها ؟ فإنْ كانت الأولى ، شجّعه ليَمضي قُدُما ، و إنْ كانت الأخرى ، ذكّره و حذّره و خوّفه ،كي لا يتعوّد تركها ، ولا يتهاون فيهـا ؛ فعن سعيد بن جبير عن ابـن عبّاس - رضي الله عنهما - قال : " بِتّ عند خالتي مَيمونة ، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلم بعدما أمسى فقال : " أصلّى الغلام ؟" قالوا : نعم ، فاضطجع حتّى إذا مضى مِن اللّيل ما شاء الله ، قـام فتوضّأ ، ثمّ صلّى سبعا أو خمسا ، أوْتر بهنّ ، لم يسلّم إلاّ في آخرهن " [30]. فأوّل شيء بدأ به النّبيّ صلّى الله عليه و سلم - بعد دخوله البيت- هو أنْ سأل أهله قائلا : " أصلّى الغـلام ؟ "و في ذلك بيان لما أشرنا إليه .
و إذا علِم وليّ أمْر المسلمين بتهاون بعض الآباء في أداء هذا الواجب الشّرعي ، عاقبهم على ذلك كي لا يعودوا إلى مثله قال شيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله - : " ... بل تارك الصّلاة شرّ مِـن السّارق و الزّاني و شارب الخمر و آكـل الحشيشة ، و يجب على كلّ مُطاع أنْ يأمر مَن يُطيعه بالصّلاة ، حتّى الصّغار الذين لم يبلغوا ، قال النّبيّ صلّى الله عليه و سلم : " مُروهـم بالصّلاة لسبع ، و اضربوهم عليها لعشر ، و فرّقوا بينهم في المضاجع ".و مَن كان عنده صغير مملوك ، أو يتيم أوْ وَلد ، فلم يأمره بالصّلاة ، فإنّه يُعاقب الكبير إذا لم يأمـر الصّغير ، و يُعزّر الكبير على ذلك تعزيـرا بليغا ؛ لأنّه عصـى الله و رسوله "[31].

و لقد كان السّلف يحرصون على أمْر صغارهم بالصّلاة ، و يعاقبونهم على التّفريط فيها و إضاعتها ، و يؤدّبونهم علـى التّهاون فيها أو تأخيرها عن وقتها ، أو تفويتها عن الجماعة ؛ فعن سعيد بن عُفَير : حدّثني يعقوب عن أبيه أنّ عبد العزيز ابن مروان بعث ابنه عمر بن عبد العزيز إلى المدينة يتأدّب بهـا ، فكتب إلى صالح بن كَيْسان يتعاهـده ، فكان يلزمـه الصّلوات ، فأبطأ يوما عن الصّلاة ، فقال : ما حبسك ؟ قال : كانت مُرجّلتي تسكّن شعري ، فقـال : بلغ منك حبّك تسكين شعرك أن تُؤثره على الصّـلاة ؟! فكتب إلى عبد العزيز يذكر ذلك ، فبعث إليه عبد العزيز رسولا ، فلم يُكلّمه حتّى حلق شعره "[32].

و لا يَكتفي الوالد بأمْر صغيره بالصّلاة فحسب ، بل عليه أن يبيّن له أحكامها وكيفيتها ، و يُعلّمه كيف يتوضّأ ، وكيف يُصلّي كما كان رسول الله صلّى الله عليه و سلم يصلّي ، و لعلّ أحسن طريقة للوصول إلى تحقيق هذا التّعليم ، هـو أنْ يقوم الوالد نفسه فيصلّي أمام ولده ، فيتعلّمها الصّغير- قولا و فعلا - . و عليه أن يعوّده على أدائها بشروطها و أركانها وواجباتها ؛ قال ابن رجب الحنبلي : " ... و أمّا أنّ الصّبيّ ممنوعٌ مِن الصّلاة بدون الطّهارة ، فمتّفقٌ عليه " [33].

وللوالد أنْ يُؤدّب ولده ، متى رأى منه إعراضا عن صلاته ، وله أن يضربه على تركها ضرب تأديب ، لا ضرب تعذيب هذا إنْ كان يعقل ، وإلاّ فلا ؛ قال ابن مُفلح : " قال إسماعيل بن سعيد : سألتُ أحمد عمّا يجوز فيه ضرب الولد ؟ قال : الولد يُضرب على الأدب . قال : و سألتُ أحمد : هل يُضرب الصّبيّ على الصّلاة ؟ قال : إذا بلغ عشرا . وقال حنبل : إنّ أبا عبد الله قال : اليتيم يؤدَّب و يُضرب ضربا خفيفا . و قال الأثرم : سُئل أبو عبد الله عن ضرب المعلّم الصّبيان ؟ فقال : على قدْر ذنوبهم ، و يتوقّى بجهده الضّرب ، و إنْ كان صغيرا لا يعقل ، فلا يضربه "[34].

تمرين الصّبيان على الصّيام ، و تعويدهم عليه :

لا تجب الطّاعات والفرائض على الصّبيّ إلاّ عند بلوغه ، غير أنّ للوالدين أجرا إنْ درّبا صغارهما على العبادات ، ومرّناه عليها ، كالصّيام - مثلا - و ذلك ليعتادوه كبارا ، و يسهل عليهم أداؤه إذا كُلِّفوا به و لزمهم .

وقد كان السّلف يأمرون أولادهم بالصّيام إذا أطاقوه ، و يدرّبونهم عليه منذ نعومة أظفارهم ، و دور الأمّ في ذلك عظيم فلها أن تُلهي صغارها باللُّعب المباحة حتى يمسكوا عن الطّعام و ينشغلوا بها إلى غروب الشّمس ؛ فعن الرُّبيِّع بنت مُعوّذ قالت: " أرسل النّبيّ صلّى الله عليه و سلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: " مَن أصبح مُفطرا فليُتمّ بقيّة يومه ومَن أصبح صائما فليصم " قالت : فكنّا نَصومه بعد ، و نُصوِّم صِبياننا ، و نجعل لهم اللّعبة مِن العِهن [35] فإذا بكى أحدهم على الطّعـام أعطيناه ذاك،حتّى يكون عند الإفطار"[36].

وعن ابن جريـج و معمر عن هشام بن عـروة قال : " كان أبي يأمر الصّبيان بالصّـلاة إذا عقلوهـا ، و الصّيام إذا أطاقوه " [37].

و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين.

يتبع
____________

[1] رواه التّرمذيّ ( 2516 ) و هو في " صحيح سُنن التّرمذيّ " للألبانيّ ( 2043 ) .
[2] " تٌحفة المودود بأحكام المولود " ( ص : 231 ) .
[3] جمع حَزْور أو حَزَوَّر : و هو الغلام إذا اشتدّ و قوي و خدم . انظر : " الصّحاح " للجوهريّ ( 2 / 629 ) .
[4] أخرجه ابن ماجه ( 61 ) و البيهقيّ في " الكبرى " ( 5075 ) - و اللّفظ له - و هو في " صحيح سُنن ابن ماجه " للألبانيّ ( 52 ) .
[5] رواه ابن أبي شيبة في " المصنّف " ( 3518 ) .
[6] تُستعمل كلمة " شاطر " بمعنى : النّبيه و الذّكيّ و الماهر ، و هو خطأ ، و معناها الصّحيح الفصيح : هو الذي أعيى أهله و مؤدّبه خبثا . انظـر: " كتاب العين " للفراهيديّ ( 6 / 234 ) .
[7] رواه ابن بطّة في " الإبانة الصّغرى " ( ص : 89 ) .
[8] رواه مسلم في " مقدّمة صحيحه " ( 1/14 ) عن محمّد بن سيرين . و يُنسب إلىالإمام مالك بن أنس رحمه الله - أيضا- كما في " أحاديث في ذمّ الكلام و أهله " لأبي الفضل المقرىء ( 5 / 82 ) .
[9] انظر : " ترتيب المدارك و تقريب المسالك " للقاضي عياض ( 1 / 450 ) .
[10] أخرجه البخاريّ ( 5027 ) مِن حديث عثمان بن عفّان t .
[11] رواه ابن أبي الدّنيا في كتاب " العيال " ( 309 ) .
[12] أخرجه أحمد في " المسند " ( 22482 ) و قال شُعيب الأرنؤوط - في تعليقه على المسند - : " إسناده حسن ، مِن أجل عطاء " .
[13] أخرجه الحاكم ( 2086 ) عن بريدة t ، و هو في " صحيح التّرغيب و التّرهيب " للألبانيّ ( 1434 ) .
[14] رواه أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في " فضائل القرآن " ( 12 ) .
[15] رواه سعيد بن منصور في " سننه " ( 10 ) .
[16] أخرجه البخاريّ ( 5035 ) [ باب..