قال عمر بن عبد العزيز: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء)

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

ارتفاع الحرارة لدى الأطفال


صحة الطفل تشكل الهاجس الأول لكل أم ومن الطبيعي أن تقلق وتطرح أسئلة كثيرة في كل مرة يمرض فيها طفلها. ارتفاع الحرارة يعتبر المؤشر الأول لمرض الطفل أياً كانت سنه. وصحيح أن مجرد ارتفاع حرارة الطفل وحده يثير القلق والتساؤلات لدى الأهل، لكن في الواقع ارتفاع الحرارة يشير إلى أن جسم الطفل يدافع عن نفسه في مواجهة المرض.
أسئلة كثيرة تطرح حول ارتفاع الحرارة لدى الطفل، علماً أن بعض الأجوبة المتداولة في هذا الموضوع خاطئة ولا أساس لها من الصحة.
وهنا إجابات لإحدى الطبيبات - اختصاص طب الأطفال- على كل الأسئلة التي قد تطرحينها كأم في ما يتعلّق بارتفاع حرارة طفلك، وتصحح الأفكار الخاطئة في هذا الموضوع.
- متى تعتبر حرارة الطفل مرتفعة؟

تعتبر حرارة الطفل مرتفعة عندما تتخطى ٣٨،٥ درجة مئوية لدى قياسها بالميزان.
- ما الموضع الذي يمكن فيه الوثوق أكثر بنتيجة قياس الحرارة بالميزان؟

يمكن قياس الحرارة تحت الإبط ومن الفم ومن المؤخرة.
- هل صحيح أنه يجب زيادة نصف درجة لدى قياس الحرارة من الفم؟

هذا صحيح يجب زيادة نصف درجة إلى الحرارة لدى قياسها من الفم.
- عندما تكون حرارة الطفل ٣٨،٥ هل هذا يعني انه يجب الاتصال بالطبيب؟

عندما تكون حرارة الطفل ٣٨،٥ يمكن التفكير أولاً بالسخونة المفرطة . لذلك ينصح بنزع ملابس الطفل أولاً في حال عدم وجود أعراض لأن الحر يمكن أن يسبب ارتفاع الحرارة. كما يمكن أن ترتفع حرارته بعد اللعب أو بعد حمام ساخن. وبعد نزع ملابس الطفل بنصف ساعة ينصح بقياس الحرارة مجدداً.
- ما نوع ميزان الحرارة الأفضل لقياس حرارة الطفل؟

يمكن استعمال أي نوع من أنواع ميزان الحرارة بحسب ما يفضّل الأهل فكلّها جيدة ويمكن الوثوق بها.
- هل تختلف خطورة الحرارة المرتفعة بحسب سن الطفل؟

إذا كان الطفل دون سن الشهر ، في حال ارتفاع حرارته يجب الاتصال بالطبيب مباشرةً لأنه غالباً ما يتطلب ارتفاع الحرارة في هذه السن الدخول إلى المستشفى. أما إذا كان بين سن الشهر والثلاثة أشهر فيجب الاتصال بالطبيب حتى يحدد على أثر الفحص السريري مدى خطورة الحالة. وبعد الثلاثة أشهر، في حال ارتفاع الحرارة وعدم وجود أعراض مرافقة، يمكن الانتظار وخفضها بواسطة دواء Paracetamol. لكن يختلف الأمر بحسب الأعراض.
- ما الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الحرارة؟

توجد أسباب عدة لارتفاع حرارة الطفل لكن غالباً ما تكون الجراثيم هي المسبب الرئيسي. فإما أن يكون فيروساً هو السبب أو باكتيريا. فإذا كان الفيروس هو السبب يزول وحده ولا حاجة إلى العلاج. أما إذا كانت البكتيريا السبب فلا بد من اللجوء إلى المضادات الحيوية.
- على أي أساس يتم تحديد العلاج لارتفاع الحرارة؟

يحدد العلاج بحسب الأعراض المرافقة لارتفاع الحرارة. فعلى سبيل المثال إذا ترافق ارتفاع الحرارة مع السعال يكون الالتهاب الرئوي هو السبب .
- ما الأعراض التي تظهر عادةً مع ارتفاع الحرارة؟

إذا كان الطفل صغيراً ولا يتكلم تلاحظ الأم انه يبكي دون سبب. كما ترى احمراراً في وجهه وأنه لا يأكل جيداً أو يعاني إرهاقاً. عندها من الطبيعي أن تقوم بقياس حرارته . أما الطفل الأكبر سناً فقد يقول انه يعاني ألماً في رأسه وأوجاعاً في جسمه. كما قد تلاحظ ثقلاً في تنفس الطفل ليلاً.
- ما المدة التي يمكن انتظارها عند ارتفاع حرارة الطفل قبل اللجوء إلى الطبيب؟

إذا كان الطفل فوق سن ثلاثة أشهر يمكن انتظار ٢٤ ساعة قبل اللجوء إلى الطبيب، خصوصاً إذا كان يأكل بشكل طبيعي ويضحك أياً كانت الحرارة.
- ما المضاعفات التي قد تنتج عن ارتفاع الحرارة؟

لا تنتج مضاعفات عن ارتفاع الحرارة لأن ارتفاع الحرارة عارض وليست مشكلة صحية. بل على العكس ارتفاع الحرارة يشير إلى أن الجسم يدافع ويواجه المرض.
- ما الإجراءات المنزلية التي يمكن اتخاذها في حال ارتفاع الحرارة؟

يمكن وضع كمادات الماء البارد على الجبين أو تحت الإبط أو بين الفخذين. ويمنع اللجوء إلى حمام الثلج لأن فارق الحرارة السريع والمباشر يشكل خطراً على الطفل.
- هل يمكن أن يستحم الطفل في حال ارتفاع حرارته؟

لا يشكل الحمام خطراً على الطفل شرط أن تكون حرارة الماء منخفضة درجتين عن حرارة جسم الطفل. لا يعتبر الحمام ممنوعاً، بل على العكس يفيد الطفل ويريحه، إلا إذا كان شعره طويلاً. عندها يجب تجفيف الشعر جيداً.
- كيف يجب أن تكون حرارة الغرفة التي يوجد فيها الطفل، وماذا يجب أن يرتدي؟

يرتجف الطفل فيما ترتفع حرارته، عندها يمكن لفّه بغطاء . لكن ليس صحيحاً أنه يجب أن يرتدي ملابس ثقيلة حتى يتعرّق. على العكس يجب تخفيف ما يلبس وأن تكون حرارة الغرفة التي يكون فيها طبيعية.
- ما الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتجنب التقاط الطفل الجراثيم؟

في حال وجود عدد من الأطفال في مكان واحد، يجب منع الأكل بملعقة واحدة تجنباً لانتقال العدوى. وإذا كان الطفل صغيراً، يجب منع اقتراب الأطفال الآخرين منه لأنهم قد يحملون فيروسات وينقلونها. كذلك من الأفضل ألا يقترب الكبار من الطفل. وفي ما يتعلّق بالأم، يجب أن تغسل يديها جيداً قبل أن تعتني بطفلها، خصوصاً في حال وجود أطفال آخرين تعتني بهم ويعانون إسهالاً أو التهاباً ناتجاً عن فيروس معيّن يمكن أن ينتقل إلى الطفل.
- ما الفترة التي يستمر خلالها ارتفاع الحرارة؟

يستمر ارتفاع الحرارة حتى يعالج السبب. على سبيل المثال إذا كان الطفل يعاني التهاباً في الأذن يستمر ارتفاع الحرارة حتى يعالج الالتهاب.
- هل تنخفض الحرارة مباشرةً بعد تناول الدواء؟

تنخفض حرارة الطفل عادةً خلال نصف ساعة من تناول الدواء.
- هل من الضروري وصف علاج للطفل الذي يعاني ارتفاعاً في الحرارة؟

أحياناً يكون من الضروري معالجة سبب ارتفاع الحرارة حتى تنخفض . ففي حال إصابة الطفل بالتهاب في الأذن من الضروري معالجة الالتهاب لخفض الحرارة. علماً أنه من الضروري إعطاء الطفل بالدرجة الأولى دواءً لخفض الحرارة قبل معالجة السبب.
- هل ينصح بخفض الحرارة بالدواء دائماً أم قد يشكل ذلك خطراً في حال عدم معالجة السبب في حالات معينة؟

يعطى الدواء لخفض الحرارة حتى يرتاح الطفل ويأكل بالدرجة الأولى لا لمعالجة السبب لأنه لا يمكن تركه مع حرارة مرتفعة مع ما يسببه ذلك من انزعاج. وفي الوقت نفسه خفض الحرارة لا يعني أن السبب قد زال بل يبقى موجوداً حتى معالجته بالعلاج المناسب وهي المضادات الحيوية عادةً مع علاج مناسب لكل حالة. وبشكل عام لا تشكل أدوية الحرارة خطراً على الطفل ولا مشكلة في إعطائها شرط أن تكون الجرعة صحيحة وأن يكون الوقت مناسباً لجهة الفترة التي تفصل بين جرعة وأخرى.
- هل من الضروري إعطاء الطفل دواء خفض الحرارة بانتظام حتى لا ترتفع الحرارة مجدداً؟

يعطى دواء خفض الحرارة حتى يرتاح الطفل لا أكثر، لذلك إذا كان نائماً ومرتاحاً لا داعٍ لإيقاظه لقياس حرارته وإعطائه الدواء.
- هل يمكن أن تنخفض الحرارة تلقائياً دون معالجة السبب؟

قد تنخفض الحرارة تلقائياً دون معالجة السبب إذا كان الطفل مصاباً بفيروس فيزول تلقائياً دون علاج. وعندها يكفي دواء خفض الحرارة ليرتاح الطفل. لهذا ينصح أحياناً بالانتظار إذا كانت سن الطفل تسمح بذلك.
- بعد كم من الوقت يزول الفيروس؟

قد يزول الفيروس خلال خمسة أيام. كما يمكن أن يزول خلال يوم واحد.
- هل العلاج هو نفسه في كل الحالات في حال ارتفاع الحرارة؟

يختلف العلاج بحسب الحالة . وقد ترتفع الحرارة لأسباب عدة كالتهاب الأذن أو البلعوم. يحدد العلاج حسب حالة الطفل.
- هل ارتفاع الحرارة أكثر يعني أن الحالة أكثر خطورة؟

هذا من الأخطاء الشائعة، إذ أن ارتفاع الحرارة أكثر ليس دليلاً على خطورة الحالة. فقد تكون المشكلة أقل خطورةً وتسبب ارتفاعاً كبيراً في الحرارة والعكس صحيح. على سبيل المثال يمكن أن تسبب حالة انفلونزا ارتفاعاً كبيراً في الحرارة وهذا لا يعتبر مؤشراً لأن الطفل يعاني مشكلة خطيرة.

الخميس، 16 فبراير 2012

الأساليب الخاطئة في تربية الابناء وآثرها على شخصياتهم
الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وآثرها على شخصياتهم
ترانيم النفس
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكن يبقى وتتشكل شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الأولى أي في الأسرة لذا كان م الضروري ان تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع .....وتتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل اما لجهل الوالدين في تلك الطرق او لأتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات او لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين فالأب عندما ينحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة او العكس بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم
الأساليب والاتجاهات الخاطئة وآثرها على شخصية الطفل وهي :
التسلط أو السيطرة
ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة او الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات
كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين
ايضا عندما يفرض الوالدين على الابن تخصص معين في الجامعة اودخول قسم معين في الثانوية قسم العلمي او الأدبي...او .... او ...... الخ ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلا ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية ...
ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع ان يبدع او ان يفكر...
وعدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة ... كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة ..
وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز ..وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.
الحماية الزائدة
يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده والتي يجب ان يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرارة بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره :
كحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال
وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الأول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .....الخ
وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط
كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة
عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما .
الإهمــــــال
يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم
فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها
او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور
والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي
ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل
وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضررا على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات
ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
التدليل
ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا او خلقيا او اجتماعيا والتساهل معه في ذلك..
عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلا الى منزل الجيران او الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه او تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم او يتعارك مع احد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا .......
وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل اما لإنه طفلهما الوحيد او لأنه ولد بين اكثر من بنت او العكس او لإن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول ان تعوضه عما فقده او لأن الأم او الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما ..ولاشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته
ودائما خير الأمور الوسط لا افراط ولا تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة ان الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم
كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما ولا يعطي وان على الآخرين ان يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء
وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد ان يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون ادنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه .
إثارة الألم النفسي
ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئة ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالأمان يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها.
التذبذب في المعاملة
ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك
وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ن ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله )
ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فادى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .
التفرقة
ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف
حقوقها ولا تعرف واجباتها .

الأحد، 5 فبراير 2012

سلسلة زاد المربي ( نصائح قيمة لكل مربي ) :

سلسلة زاد المربي ( نصائح قيمة لكل مربي ) :


التربية والتعليم خير ما ينتظر أثره وثمرته في الحياة، ويرجى ثوابه وأجره الستمر بعد الرحيل.


فهل استشعرت هذا
أيها المربي(والدان أو غيرهما) عند أدائك لمهامك في التربية؟

قال الذهبي في معجم شيوخه عن البرزالي: "وهو الذي حبَّب إليَّ طلب الحديث؛ فإنه رأى خطي فقال: خطُّك يشبه خطَّ المحدثين! فأثَّر قوله في نفسي"
وأنت ترى الذهبي علمًا في أهل الحديث!
فاربط ولدك أو تلميذك بالصالحين في كنيته أو اسمه أو صفته.



الإعراض عن المتربي أحيانًا عند الخطأ أسلوب تربوي مفيد، ولكن ليحصل المقصود منه لابد أن يكون للمعرض مكانة في نفس المتربي، وإلا فلن يكون للإعراض أثر إيجابي عليه، بل ربما يشعر أنه استراح.

"مما ينبغي أن يعتمد: حال الصبي وما هو مهيأ له منها، فلا يحمله على غيره- وهو مباح-؛ فإن حمله على غيره لم يفلح فيه، وفاته ماهو مهيأ له، فإذا رآه حسن الفهم واعيًافهذه من علامات تهيئته للعلم، وإن رأى عينه مفتوحة على الصنائع، مستعدًّا لها وهي صناعة مباحة نافعة للناس، فليمكنه منها بعد تعليمه ما يحتاج إليه في دينه"
(ابن القيم بتصرف)

عن معاذ –رضي الله عنه- قال: أخذ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيدي فقال: ((إني أحبك يا معاذ)). فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله. فقال –عليه الصلاة والسلام-: ((فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) صحيح النسائي.


قال ابن رجب: "ومن هنا كان بعض السلف كسليمان التيمي يقولون إنه لا يُحسن أن يعصي الله. وأوصت امرأة بنيها فقالت: تعودوا حب الله وطاعته؛ فإن المتقين ألفوا الطاعة فاستوحشت جوارحهم من غيرها".



- لو أخطأ أحد في حقه كيف يدافع عن حقه، وكيف يتعامل بلا عدوان ولا ضعف.
- إلى من يلجأ لفض المشكلات في التعاملات اليومية.
- كيف يستأذن عند الدخول أو الجلوس بين اثنين.
- لو انسكب شيء عليه كيف يتصرف.
- لو جُرح وخرج منه الدم....إلى غيرها من المواقف.

وليس من دور الوالد اختيار الصديق لولده، بل عليه ترك المجال في ذلك له، والذي يتوجب على الوالد فعله هو تعليمه أسس اختيار الصديق ومعايير الصديق الجيد، ومهارات التواصل مع الآخرين بطريقة التوجيه المباشر أو من خلال القدوة الحية.


- الابتعاد عن أسباب العناد أولا قبل البحث عن علاج.
- إعطاؤه الأشياء التي ليس فيها مشكلة، فليس جميع الأشياء ممنوعة.
- إذا حصل المنع فلابد من الحزم وعدم التأثر بردة الفعل.
- ليكن المربي أكثر حرصا وإصرارا على تربية الطفل وتأديبه من الطفل على تحقيق أسلوبه.
3- تشبيه المتربي بالأخيار في شيء من صفات خلقته أو طبائعه يغرس في نفسه التلعق بهديهم، وحب اللحاق بهم. 4- إن لمطابقة أفعال المربي لأقواله واقتران علمه بعمله أهمية كبرى في حياة المتربي، فمن خلال القدوة تتجلى الأفكار، وترسخ القناعات، وأما إذا اخلتف الفعل عن القول فإن المتربي سيمثل الأقرب إلى هواه ومشتهاه، ويعتاد التمني والتحلي بما ليس عنده، ويبرر أخطاءه من خلال تقصير القدوات، وقد قال شعيب لقومه:" وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه". 5-يحرص المعلم في الأسابيع الأولى على تحديد واضح وصريح لأسس وقواعد العلاقة بينه وبين طلابه، وأيضًا بين الطلاب أنفسهم أثناء وجوده معهم في الحصة أو غيرها، وذلك من خلال المناقشة والحوار وتلخيص ذلك في نقاط محددة يتفق عليها-شفهيًا أو تحريريًا-مما يكون له بالغ الأثر في حسن العلاقة بينهما بعد ذلك. 6- "كان -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا اطَّلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضًا عنه حتى يُحدث توبة" صححه الألباني. 7-(مراعاة ميول المتربي) 8- من الحب تستمد التربية تأثيرها، وتعمق صلاتها، وكلمة(أحبك)تفسح الطريق لكل رسالة تربوية توجهها. 9- قال بعض المتقدمين: مهما ظهر من الصبي من خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن يُكرم عليه ويُجازى عليه بما يفرح به ويمدح به بين الناس، فإن خالف ذلك مرة فينبغي أن يُتغافل عنه، ولا سيما إذا اجتهد في إخفائه؛ فإن إظهار ذلك عليه ربما يفيده جسارة حتى لا يبالي بالمكاشفة، فإن عاد ثانية فينبغي أن يعاقب سرًا ويعظم الأمر فيه. 10- من أحسن ما يحمي المتربي مما يضره إشغاله بما ينفعه حتى تطمئن نفسه إليه وتألفه؛ لأن من تعود الطاعة استوحش المعصية، ومن ألف المعصية ثقلت عليه الطاعة. 11- غياب القدوة الحقيقية يهيء نفس المتربي للتعلق بأي اسم لامع، ولو كان ممن لا يستحق الحفاوة والتكريم، لأنه "صادف قلبًا خاليًا فتمكنا"؛ لذا كان السابقون يعلمون أبناءهم السيرة منذ الصغر. قال علي بن الحسين: "كنا نتعلم مغازي النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسراياه كما نتعلم السورة من القرآن". 12- عبارة(أنت صغير) تصنع جيلاً من كبار الأعمار صغار الهمم ضعاف العزيمة، فالذي يشعر دائمًا أنه صغير لن يفكر ولن يبدع ولن يبتكر، بل سيظل يكرر أخطاءه ويواصل تقصيره، ثم يعتذر لنفسه بأنه لا يزال صغيرًا. 13- لابد من تعليم الطفل ردود الفعل المناسبة في المواقف والأحداث المختلفة، من مثل: 15- في كثير من الأحيان يجهد الوالدان في تطبيق الكثير من الوسائل التربوية الحديثة والقديمة في توجيه أبنائهم نحو الخير، وهذا حسن، إلا أنهم قد يغفلون في غمرة ذلك عن وسيلة هي الأقوى والأكثر فاعلية وهي مداومة الدعاء لهم بالخير والصلاح، (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء). 16- كيف تتعامل مع الطفل العنيد؟ 17- التقليد والمحاكاة من خصائص مرحلة الطفولة، وهو سلاح ذو حدين؛ ففي حين أنه مفيد في التصرف الحسن والسلوك الجيد: كالاحترام والنظافة والترتيب...ألخ، إذ التربية عن طريقة القدوة أولى من غيرها، إلا أنه ينبغي الحذر من التصرفات الخطرة: كاستخدام السكين، فضلا عن المحرمة أو الخاطئة كالشتم؛ لئلا يقلدها الطفل.
1- قال بعض السلف: "كل مالا يراد به وجه الله يضمحل" ففي بداية كل عمل، وكل عام يتجدد التذكير بالنية التي تحفظ هذا العمل من ذهاب الأثر في الدنيا، والأجر في الآخرة. 2- قال ابن القيم –رحمه الله-: "أنفع الناس لك رجل مكَّنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرًا، أو تصنع إليه معروفًا، فإنه نعم العون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر" الفوائد. 14- في بداية تعامل الأبناء مع الجو المدرسي تظهر أهمية اختيار الأصدقاء، فـ(المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟




كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟

بسم الله الرحمن الرحيم
سُئِل العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟

فأجاب:
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين،
ومن أحسن ما يكون في هذا الباب:
كتاب ((ثلاثة الأصول)) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
إذا حفظوه عن ظهر قلب
وشرح لهم معناها على الوجه المناسب لأفهامهم وعقولهم
صار في هذا خير كثير؛
لأنها مبنية على السؤال والجواب وبعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد،

ثم يُريهم من آيات الله ليطبق ما ذُكِر في هذا الكتاب الصغير:
(الشمس) يقول: من الذي جاء بها؟
القمر، النجوم، الليل، النهار...
ويقول لهم: الشمس من الذي جاء بها؟ الله.
القمر؟ الله.
الليل؟ الله.
النهار؟ الله.
كلها جاء بها الله عز وجل
حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة؛ لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).

وكذلك يعلمهم الوضوء،
كيف يتوضؤون بالفِعل؟
يقول: الوضوء هكذا ويتوضأ أمامهم،
وكذلك الصلاة،

مع الاستعانة بالله تعالى، وسؤاله عز وجل الهداية لهم،

وأن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق أو كل فعل محرم،
فلا يعودهم الكذب ولا الخيانة ولا سفاسف الأخلاق،
حتى وإن كان مبتلىً بها ،
كما لو كان مبتلىً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم؛ لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم.

وليعلم أن كل صاحب بيت مسؤول عن أهل بيته؛ لقوله تبارك وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)
ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عوَّدناهم على الأعمال الصالحة
وترك الأعمال السيئة،
ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكد ذلك في قوله:
(الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) .

وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة،
فإن أقرب الناس إلى آبائهم وأمهاتهم هم الأولاد الصالحون من ذكور وإناث. ( وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعًا على ما حملنا من الأمانة والمسؤولية.
(سلسلة نور على الدرب شريط رقم 350 الوجه ( أ )