قال عمر بن عبد العزيز: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء)

الاثنين، 30 أبريل 2012

الطفل منذ سن الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

=====================




الطفل منذ سن الثانية، يستطيع إعادة الكلام، وعلى ذلك فإنه يكون مؤهلاً لتلقي مزيدًا من الأمورالتربوية التي تنمى سلوكه .

(1) وفي هذه السن ينبغي على الأم أن تعلمه كيف يتعاون مع غيره، وألا يستأثر لنفسه بالأشياء دون غيره، وذلك حتى لا يتعود على حب النفس والطمع.

(2) على الأم أن تدرك تمامًا أنها قدوة ومثال لأبنائها، فيجب عليها ألا تشتمهم أو تتفوه أمامهم بألفاظ قبيحة، ثم تلومهم وتعاقبهم إذا نطقوها وتلفظوا بها، فذك مدعاة لتشتت فكرهم وتخبط مبادئهم ومثلهم العليا.

(3) النظافة والنظام شيئان مهمان، يجب على الأم الواعية تعليمهما لأبنائها، وعليها أن تدرك أن نظافتها ونظامها في بيتها وخارج بيتها مثال يحتذيه أبناؤها وقدوة يسيرون من خلالها ويقلدونها فيه وذلك حتى دون ان تتكلم.

(4) لاتعودي أبناءك على الكذب، وذلك بكذبك عليهم أحيانًا، ولكن كوني دائمًا صادقة في حديثك معهم وأمامهم حتى يتعودوا على قول الصدق، أما كذبك عليهم في بعض الأمور الصغيرة، يعودهم على الكذب وعدم قول الحق مما يجعلهم يفقدون الثقة بك وبوعدك بل وبكلامك كله.

(5) عودي نفسك دائمًا أن لاتسمحي لطفلك أن ينقل إليك كلامًا سمعه من أحدٍ عنك أو عن آخرين، فإن هذا الأمر قد يشجعه ويعوده على التخلق بخلق التجسس ونقل الأسرار وعدم الحفاظ على ائتمان الأسراروالحفاظ على العهود والوفاء بالوعود.

(6) عودي أبناءك منذ الصغر على أدب الحديث، وسماع الكلام، وذلك لن يحدث إلا إذا تكلمتي معهم بنظام وهدوء وصدق، وعوديهم دائمًا على أن يسمعوا أكثر مما يتكلموا، فالسمع فهم ووعي، أما كثرة الكلام والثرثرة سوء إدراك وسوء عقل ودائمًا ما يؤدي إلى الخطأ السريع والدائم، فعليك أن تكوني قدوة حسنة لهم في ذلك الأمر الهام وذلك بالانصات اليهم جيدا وهم يتكلموا دون مقاطعتهم او الانشغال عنهم بشىء.

(7) لا تتحدثي إلى أبنائك بصوت مرتفع وحاد، ولا تعاتبيهم وتتشاجري معهم دائمًا في شكل مهيج للنفس، فإن ذلك يعودهم على الفوضى والتهور، والتطاول عليك، ولكن عوديهم وعلميهم المناقشة الهادئة الهادفة، فذلك أقدر على توصيل المراد من الحديث والنصح، وأقوى في الحجة وأكثر أدبًا ولباقة.

( حاولي أن تزرعي الأمن في قلب طفلك، فكوني متوازنة وثابتة في معاملتك له، وذلك حتى لا ينشأ في جو من القلق يجعله مهتزًا فيما بعد، غير قادر على تكوين قيم خاصة به، فعليك أن تمهدي لذلك بتركيز وتأني خلال الثلاث سنوات الأولى من عمرطفلك.

الخميس، 26 أبريل 2012

بـِـــسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيـــــمِ

الحمدُلله ربِّ العالـمِين والصَّلاةُ والسَّلام علىّ نبينا مُحمَّد وَعَلىَ آلهِ وصحبِهِ أجمعِينْ...

4منَغِّصَاتْ لِصِحَةِ طِفْلِكْ

إنْتَبِهِي إلىَ الحَرارَة وَالـمغْص والتِهَابَاتْ البَول!!

الإهتمامُ بالطفل أمرٌ أسَاسِي للمُحافظَة على سلاَمة نُمُوهِ وتطورِه.وهذا يتطلَبْ إدراكاً كامِلاً لطريقة التعامُل معَ الطِفلْ مُنذُ ولادتُه من جَميع النواحي.فالعقلْ السلِيم فِي الجِسم السَّلِيم والوقاية خيرٌ منَ العِلاَج.ومُواكَبَة للثورة الطِّبية العالمية يقدِّم الأطباء المختصُون في مجال الطفولة العديد من الإرشادت الطبية التي تُعَد بمثابة ركائز مهِمَّة من أجل طفولة سعيدة..

نقصْ الحديد:

يُولد الطفل ولديه مخزون حديد يكفي لأربَعةِ أشهُر وهذا في حالة إذا كانت الأُم الحامل تتمتع بمخزون حديد جيد في جسمِهَا وتتبع نظاماً غِذَائِياً غَنِياً بالحديد،فمن دون كمية معقولة من الحديد لايستطيع خضاب الدم(الهيموجلوبين)نقل الكمية الكافية والضرورية منه لأنسجة الجسم ومن ثُمَّ تُصاب الأُمُ بفقر الدم الذي يُؤَدِّي إلى الشُعُورِ بالتعب والضعف طَوَالَ الوقت،لذلكَ يجب وجود كمية مناسبة من الحديد والفيتامين ب12،وفيتامين(ج)،والفولاسين في جسم الأُم الحامل تحصُلُ عليها سواء من الطعام أو الأدوية المكملة لتفادي إصابتهَا وجنينا بفقر الدَّم وبالتَّالي اصابة الطفل الوليد فيما بعد.
أَمَّا المصدر الرئِيسِي للحديد عند الأطفال منذُ سن الولادة حتَّى السنة الأُولىَ من عُمرِهِم فهو حليب الأُم أو الحليب الصِنَاعِي،وبالرغم من أنَّ حليب الأُم يفتقر للحديد لكنَّهُ يحتوى على الكثير منَ اللاكتُوز وفيتامين(ج) ممَّا يُساعد علىَ تنشيط امتصاص الكمية الموجُودة بحليب الأُم،وبِمَـا أنَّ حليب البقر فقير من حيثُ الحديد والفيتامين(ج)فهو يُعتبر المادة الأساسية لصناعة حليب الأطفال لذلك تعمد الشركات المُصنعة لأنواع الحليب إلىَ تدعيم منتجاتها بالحديد وفيتامين(ج) ومن الضرُوري بعد الشهر4-6 من عمر الطفل تغذيتُهُ بالأطعمة الغنية بالحديد إضافة مثل الحليب وصفار البيض،اللحوم الحمراء،السبانخ،الحُبوب بأنواعها.

الـمغـص:

إذا كانَ هنالك صُراخ وبُكاء ليس لهُمَا تفسير خلال الثلاثة أو الأربعة أشهُر الأُولىَ من حياة الطفل،فيُمكن أن يكون سببها مغصاً مُتقطِعاً،وتذكري دائِماً أَنَّ جميع الأطفال الرُّضع الطبيعين يتَعرضُونَ لمثل ذلك،لكن ينبغي التثبت من بعض الأُمور المُهِمَّة قبل الحكم على أنَّه مغص:
- التأكد من أَنَّ الطفل غير جائع وغير مُتعب،ولايشعُر بالبرد،وحفاظتُهُ غير مُبتلة،ولايشعُر بالحر،ليس بِهِ إمسَاك،أو أّنَّهُ قريب من مصدر إضاءة قوية،أومعرض للضوضاء،كما ينبغي التأكُد من أن أنفه غير مسدود وغيرها من أنواع المنغصات المختلفة مثل شعر’ رمش في عينيه مثلاً.
- إذا كانَ لدَى الطفل حُـمَّـى أو أعراض مَرضِية أُخرى مثل: السُّعال،عدم الرضاعة بصُورة طبيعية،تقيؤ مُتكرر،اسهال،فعِندئذٍ يجب استشارة الطبيب.
فإذا استمر الطفل في البُـكاء دُون سبب واضح فيُمكن أن يكُون لديه مغص الأطفال الرُّضع,والسبب الحقيقي لهذا المغص غير معروف وقد يكُون نتيجة غازات البطن.لكن يجب عدم استخذام أدوية المغص أو أي أدوية أُخرى إلا بإستشارة طبيب،وحاولي حضن الطفل بحيث يكُون على بطنه وقومي بالتربيت على ظهرِهِ برفق حتَّى وإن كانَ هادِئاً،وإذا كنت ترضعين طفلك منكِ فتجنبي شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية.

إلتهابات بولية:

القناة البولية من المناطق الحساسة جداً لدى الأطفَال يُمكن أن يصاب أي جزء منها بالتهاب، ويشتكي الطفل المُصاب عادةً من ألم وحرارة عند التبول مع زيادة عدد مرات التبول أو إرتفاع حرارة الجسم،ومن الأعراض الأُخرى ألآم في الجزء الأسفل منَ البطنْ،التعب العام والخُمُول،القيء ورُبمـَا الإسهال وخاصة عند الصغار،التبول الليلي أة اللا إرادِي.

ويحدث التهاب القناة البولية في أغلب الحالات بسبب بكتيريا تُصيب القناة البولية عند دخولها عن طريق فتحة مجرى البول،وربما عن طريق الدم،وتُصاب الإناث بنسبة أكثر من الذكُور بعدَ السنة الأُولىَ من العُمر.

وهُناك بعض الوسائل التي ينصح الأطباء بها للتقليل من حُدوث مثل هذه الإلتهابات مثل:-

1- حث الطفل على الإكثار من شرب الماء والسوائل.

2- تجنيب الطفل الملابس الضيقة.

3- تعويد الطفل الطفل على النظافة الشخصية وخاصة بعد استخذام الحمام.

4- تعويد الطفل الذهاب للحمام بشكل منتظم وعدم التأخر في ذلك خُصوصاً أَنَّ بعض الأطفال يمسكُ نفسه عن التبول عندما يكون مشغُولاً في اللعب.
الحرارة:
إرتفاع الحرارة لدى الطفل يعني أن لديه إلتهاباً ويكون أحد أسبابه الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات، وإرتفاع درجة الحرارة هو أحد مُحفزات الجسم للمقاومة والدفاع ضد المسببات خصوصاً الفيروسات والبكتيريا،والحرارة الخفيفة لاتُؤثر على الجسم فدرجةحرارة الجسم العادي تترواح مابين(36،5إلى37،5) لكن الحرارة العالية(39) فما فوق قد تنهك الطفل وتؤثر على صحته وهنا لابُد من التذخل لتخفيضها،أمَّا منافد خُروج الحرارة من الجسم فأهمُها الجلد الذي يحتوي على مسام وغُدد إفراز العرق لإخراج الحرارة من الجسم كما يحدث في حالة الإلتهاب أو في الصيف،لكن إذا كانت سرعة انتاج الحرارة داخل الجسم عالية فإن سرعة الإخراج الذاتي للحرارة تكون قليلة بالنسبة لسرعة إنتاج تلك الحرارة وبذلك تتراكم الحرارة وترتفع.

وإذا أصبحت درجة حرارة الجسم عالية فلابُد من التذخل لتخفيضها،مثل هذه الحالات نتخذ الإجراءات التالية:

1- تنزع ملابس الطفل كلها باستثناء الخفيف الواسع منها.

2- يوضع الطفل في مكان غير مغلق وقابل للتهوية.

3- يعطي سوائل كثيرة لأنَّ الجسم مع ارتفاع الحرارة يفقد سوائل كثيرة.

4- يُعطي الطفل خَافِضاً للحرارة كل 8إلى4 ساعات وخلال 24 ساعَة اللاَّحِقَة مِنْ انخفاض الحرارة.

أحياناً لاتُفيد الخطوات السابقة وتبقى الحرارة مرتفعة أو تكون حالة الطفل غير جيدة،في مثل هذه الحالة يستعمل الماء لإستخراج الحرارة وذلك بطريقتين:

الأُولى:استعمال كمَّـادات الماء وتُوضع على الرأس والبطن أو تُلف بِها الأطراف كالذراعين والسَّاقين وتغير هذه الكمَّـادات كل 5 دقائق،ومن الخطأ استعمال الثلج أو الماء البارد لتخفيض الحرارة؛لأن الكمَّـادات الباردة تجعل الجلد ينكمش مثل مايحدث في الشتاء فتنغلق المسَام المنفدة للحرارة وتقل الإفرازات الـمُبـرِّدَة للجسم.

الثانية:وضع الطفل تحت الدش مدة15 دقيقة ماعدا رأسه وبعد ذلك يُنَشَّف ويُلبِس ملاَبِس واسعة وخفيفة ويجب تجنُب التَّيارات الهوائية وبالذَّات الـمُكيف.

الجمعة، 6 أبريل 2012

فصول نافعة في تربية الأطفال//تحفة المودود بأحكام المولود لإبن قيم الجوزية


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصول نافعة في تربية الأطفال//تحفة المودود بأحكام المولود تأليف ابن قيم الجوزية


أنقل من تحفة المودود بأحكام المولود لابن قيم الجوزية

فصول نافعة في تربية الأطفال تحمد عواقبها عند الكبر


فصل
ينبغي أن يكون رضاع المولود من غير أمه بعد وضعه يومين أو ثلاثة ، و هذا الأجود ، لما في لبنها ذلك الوقت من الغلظ و الأخلاط ، بخلاف لبن من قد استقلت على الرضاع ، و كل العرب تعتني بذلك حتى تسترضع أولادها عند نساء البوادي ؛ كما استرضع النبي في بني سعد.

فصل
و ينبغي أن يمنع حمله ، و الطواف بهم ، حتى يأتي عليهم ثلاثة أشهر فصاعدًا ؛ قرب عهدهم ببطون أمهاتهم ، و ضعف أبدانهم.
فصل
و ينبغي أن يقتصر بهم على اللبن وحده إلى نبات أسنانهم ؛ لضعف معدتهم ، و قوتهم الهاضمة على الطعام ، فإذا نبتت أسنانه قويت معدته و تغذى بالطعام ؛ فإن الله سبحانه أخر إنباتها إلى وقت حاجته إلى الطعام لحكمته و لطفه ، و رحمة منه بالأم و حلمة ثديها ؛ فلا يعضه الولد بأسنانه.

فصل

و ينبغي تدريجهم في الغذاء ؛ فأول ما يطعمونهم: الغذاء اللين ؛ فيطعمونهم الخبز المنقوع في الماء الحار و اللبن والحليب ، ثم بعد ذلك الطبيخ و الأمراق الخالية من اللحم ، ثم بعد ذلك ما لطف جدًا من اللحم بعد إحكام مضغه أو رضه رضًا ناعمًا.


فصل
فإذا قربوا من وقت التكلم و أريد تسهيل الكلام عليهم ؛ فيدلك ألسنتهم بالعسل ، و الماء الحار ، و الملح الأندراني ؛ لما فيهما من الجلاء للرطوبات الثقيلة المانعة من الكلام ، فإذا كان وقت نطقهم ؛ فليلقنوا لا إلاه إلا الله ، محمد رسول الله ، و ليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه ، و توحيده ، و أنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم و يسمع كلامهم و هو معهم أينما كانوا ، و كان بنو إسرائيل كثيرا ما يسمون أولادهم بِ" عمانويل" و معنى هذه الكلمة : إلهنا معنا ؛ و لهذا كان أحب الأسماء إلى الله: عبد الله ، و عبد الرحمن ؛ بحيث إذا وعى الطفل و عقل علم أنه عبد الله ، و أن الله هو سيدُه و مولاه.

فصل
فإذا حضر وقت نبات الأسنان ؛ فينبغي أن يدلك لثاتهم كل يوم بالزبد أو السمن ، و يمرخ خرز العنق تمريخًا كثيرًا ، و يحذر عليهم كل الحذر وقت نباتها إلى حين تكاملها و قوتها من الأشياء الصلبة ، و يمنعون منها كل المنع ؛ لما في التمكن منها من تعريض الأسنان لفسادها و تعويجها و خللها.

فصل
و لا ينبغي أن يشق على الأبوين بُكاء الطفل و سراخه و لا سيما قبل شربه اللبن إذا جاع ؛ فإنه ينتفع بذلك البكاء انتفاعًا عظيمًا ؛ فإنه يروض أعضاءه ، و يوسع أمعاءه ، و يفسح صدره ، و يسخن دماغه ، و يحمي مزاجه ، و يثير حرارته الغريزية ، و يحرك الطبيعة ؛ لما فيها من فضول ، و يدفع فضلات الدماغ من المخاط و غيره.

فصل
و ينبغي أن لا يهمل أمر قماطه و رباطه و لو شق عليه إلى أن يصلب بدنه و تقوى أعضاءه و يجلس على الأرض ؛ فحينئذ يُمَرَّن ، و يُدَرَّب على الحركة و لا يستعجل ، و كذا القيام قليلاً قليلاً إلى أن يصير له ملكة و قوة يفعل ذلك بنفسه.

فصل
و ينبغي أن يوقى الطفل كل أمر يفزعه من الأصوات الشديدة الشنيعة و المناظر الفظيعة و الحركات المزعجة ؛ فإن ذلك ربما أدى إلى فساد قوته العاقلة لضعفها ؛ فلا ينتفع بها بعد كبره ، فإذا عرض له عارض من ذلك ؛ فينبغي المبادرة إلى تلافيه بضده و إيناسه بما ينسيه إياه و أن يلقم ثديه في الحال و يسارع إلى رضاعه ؛ ليزول عنه حفظ ذلك المزعج له ، و لا يرتسم في قوته الحافظة ؛ فيعسر زواله.
و يستعمل تمهيده بالحركة اللطيفة إلى أن ينام ؛ فينسى ذلك ، و لا يهمل هذا الأمر ؛ فإن في إهماله إمكان الفزع و الروع في قلبه ؛ فينشأ على ذلك ، و يعسر زواله و يتعذر.

فصل
و يتغير حال المولود عند نبات أسنانه ، و يهيج به القيء و الحميات و سوءالأخلاق ، و لا سيما إذا كان نباتها في وقت الشتاء و البرد ، أو في وقت الصيف و شدة الحر ، وَ أَحْمد أوقات نباتها: في الربيع ، و الخريف ، ووقت نباتها لسبعة أشهر ، و قد تنبت في الخامس و قد تتأخر إلى العاشر ؛ فينبغي التلطف في تدبيره وقت نباتها ، و أن يكرر عليه دخول الحمام ، و أن يغذى غذاء يسيرًا ، فلا يملأ بطنه من الطعام.
و قد يعرض له انطلاق البطن فيعصب بما يكفيه مثل: عصابة صوف عليها كمون ناعم و كرفس و أنيسون و تدلك لثته بما تقدم ذكره ، و مع هذا فانطلاق بطنه في ذلك الوقت خير له من اعتقاله فإن كان بطنه معتقلاً عند نبات أسنانه ؛ فينبغي أن يبادر إلى تليين طبيعته ، و لا شيء أنفع له من سهولتها باعتدال.
و أَحمدُ ما تلين به عسل مطبوخ يتخذ منه فتائل وَ يُحَمَّل بها ، أو حبق مسحوق معجون بعسل يتخذ منه فتائل كذلك ، و ينبغي للمرضع في ذلك الوقت تلطيف طعامها و شرابها ، و تجنب الأغذية المضرة.

----------------------
تحفة المودود بأحكام المولود
تأليف ابن قيم الجوزية
حقق نصوصه ، و وثقه ، و خرج أحاديثه و آثاره
سليم بن عيد الهلالي


الأربعاء، 4 أبريل 2012

إجراء العملية القيصرية في الولادة بدون ضرورة عمل من وحي الشيطان

إجراء العملية القيصرية في الولادة بدون ضرورة عمل من وحي الشيطان

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى ظاهرة ذُكِرت لنا ، وهي : أن كثيراً من المولِّدين أو المولِّدات في المستشفيات يحرصون على أن تكون الولادة بطريقةِ عملية ، وهي ما تسمى بالقيصرية ، وأخشى أن يكون هذا كيداً للمسلمين ؛ لأنه كلما كثرت الولادات على هذا الحال : ضَعُفَ جِلْدُ البطن وصار الحمل خطراً على المرأة ، وصارت لا تتحمل ، وقد حدَّثني بعض أهلِ المستشفيات الخاصة بأن كثيراً من النساء عُرِضْن على مستشفيات فقرر مسئولوها أنه لا بد من قيصرية ، فجاءت إلى هذا المستشفى الخاص فوُلِّدت ولادة طبيعية ، وذَكَرَ أكثرَ من ثمانين حالة من هذه الحالات في نحو شهر ، وهذا يعني أن المسألة خطيرة ، ويجب التنبُّه لها، وأن يُعْلَم أن الوضع لا بد فيه من ألم ، ولا بد فيه من تعب (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) الأحقاف/15 ، وليس لمجرد أن تحس المرأة بالطَّلْق تذهب وتُنْزِل الولد حتى لا تحس به ، فالولادة الطبيعية خير من القيصرية " انتهى بتصرف .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 2 / السؤال 42 ) .
وسئل الشيخ – رحمه الله - :
فضيلة الشيخ ! يقول الله سبحانه وتعالى في سورة عبس : ( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) عبس/20 ، فالله سبحانه وتعالى تكفل بتيسير هذا المولود ، ويلاحظ كثيرٌ من الناس من الرجال والنساء الاستعجال للقيام بعملية ما تسمى بالقيصرية ، فهل هذا من ضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى ؟ .
فأجاب :
أرى - بارك الله فيك - أن هذه الطريقة التي يستعملها الناس الآن عندما تحس المرأة بالطلْق تذهب إلى المستشفى ، ويصنع لها عملية قيصرية : أرى أن هذا من وحي الشيطان ، وأن ضرر هذا أكثر بكثير من نفعه ؛ لأن المرأة لابد أن تجد ألماً عند الطلق ، لكن ألمها هذا تستفيد منه فوائد :
الفائدة الأولى : أنه تكفير للسيئات .
الثاني : أنه رفعة للدرجات إذا صبرت واحتسبت .
والثالث : أن تعرف المرأة قدْر الأم التي أصابها مثلما أصاب هذه المرأة .
والرابع : أن تعرف قدر نعمة الله تعالى عليها بالعافية .
والخامس : أن يزيد حنانها على ابنها ؛ لأنه كلما كان تحصيل الشيء بمشقة كانت النفس عليه أشفق ، وإليه أحن .
والسادس : أن الابن أو أن هذا الحمل يخرج من مخارجه المعروفة المألوفة ، وفي هذا خير له وللمرأة .
والسابع : أنها تتوقع بذلك ضرر العملية ؛ لأن العملية تضعف غشاء الرحم وغير ذلك ، وربما يحصل له تمزق ، وقد تنجح ، وقد لا تنجح .
والثامن : أن التي تعتاد القيصرية لا تكاد تعود إلى الوضع الطبيعي ؛ لأنه لا يمكنها ، وخطر عليها أن تتشقق محل العمليات .
والتاسع : أن في إجراء العمليات تقليلاً للنسل ، وإذا شق البطن ثلاث مرات من مواضع مختلفة وهَنَ وضعف وصار الحمل في المستقبل خطيراً .
والعاشر : أن هذه طريقة من طرق الترف ، والترف سبب للهلاك ، كما قال الله تعالى في أصحاب الشمال : ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) الواقعة/45 ، فالواجب على المرأة أن تصبر وتحتسب ، وأن تبقى تتولد ولادة طبيعية ؛ فإن ذلك خير لها في الحال ، وفي المآل ، وعلى الرجال أيضاً هم بأنفسهم أن ينتبهوا لهذا الأمر، وما يدرينا فلعل أعداءنا هم الذين سهلوا علينا هذه العمليات من أجل أن تفوتنا هذه المصالح ونقع في هذه الخسائر .
السائل : ما مفهوم الترف ؟ .
الشيخ : الترف : أن فيه اجتناب ألم المخاض الطبيعي ، وهذا نوع من الترف ، والترف إذا لم يكن معيناً على طاعة الله : فهو إما مذموم ، أو على الأقل مباح .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 86 / السؤال 17 ) .
وخلاصة الجواب : أن الولادة القيصرية لا يلجأ إليها إلا عند الضرورة ، بأن تتعذر الولادة الطبيعية ، أو يكون فيها خطر على الأم أو على الجنين .
و الله المستعان و عليه التكلان والله أعلم .
_________________________
منقول بتصرّف \المصدر [هنا]