قال عمر بن عبد العزيز: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء)

الأحد، 4 ديسمبر 2011

أسباب صلاح الاولاد الخطبة الثانية


الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد، أيها الناس إننا كما تعلمون نعيش في عصر تلاطمت فيه أمواج الفتن، وتنوعت وسهل وصولها إلى البيوت، وإلى الذراري من أبناء وبنات، وتسهل وصولها إليهم بواسطة الشاشات والفضائيات وبواسطة المحطات الهابطة التي تأتي من هنا وهناك يشاهدها الكبير والصغير والذكر والأنثى، بواسطة الهواتف المحمولة، بواسطة الإنترنت، بوسائط كثيرة تتنوع وتتحدث وتتجدد في كل وقت لأجل الابتلاء والامتحان فحافظوا على أولادكم من هذه الوسائل أخلوا بيوتكم منها، راقبوا أولادكم امنعوهم منها، فإنها والله وسائل شر وتدمير وفساد للدين والأخلاق.

عباد الله، إن الأولاد يجب المحافظة عليهم من التسيب من بنين وبنات، تسيب في الشوارع، الذهاب إلى الاستراحات، إلى الحفلات، إلى غير ذلك، حافظوا على أولادكم، لأن هذه الأمور يختلط فيها كل شرِّير، وكل داعية إلى فتنة، فيها من يروجون المخدرات، فيها من يروجون الأفكار الخبيثة، فيها من يفسدون الأخلاق ويقتنصون البنين والبنات، فاتقوا الله عباد الله، إنكم الآن كراعي الغنم في أرضِ سباع، إن لم تحافظوا عليهم أُكلت، فحافظوا على أولادكم.
ومن رعى غنماً في أرض مسبعةٍ ** ونام عنها تولى رعيها الأسدُ
فاتقوا الله عباد الله، واهتموا بأولادكم، اليوم تغير عن الأمس، والحاضر تغير عن الماضي، فاشتد الحذر، فاحذروا على أولادكم، تعاونوا على البر والتقوى، ولا تهملوا، ولا تنشغلوا بدنياكم، لا تنشغلوا بدنياكم عن أولادكم، لا تنشغلوا عنهم، وتهملوهم، وتكِلوهم إلى أنفسهم، أو إلى أمهاتهم، أنتم المسؤولون عنهم أمام الله، وأنتم الخاسرون إذا فسدوا وضاعوا، فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم، واتقوا الله في أولادكم، واتقوا الله في بيوتكم، واتقوا الله في نسائكم، فإنكم مسؤولون عن كل ذلك، والمسؤلية عظيمة، والله سبحانه وتعالى عليكم رقيب، فاتقوا الله عباد الله.

و اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم قنا شر الفتن، وشر أهل الفتن، وشر دعاة الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم أبعدها وأبعد أهلها عن بلادنا وعن بلاد المسلمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، واردد كيده في نحره، واكفنا شره، إنك على كل شيء قدير، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم اجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مظلين، اللهم أصلح بطانتهم، وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم ولي علينا وعلى المسلمين خيارنا، واكفنا شر شرارنا، وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.

عباد الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90-91]، فاذكروا اللهَ يذكرْكم، واشكُروه على نِعمَه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

من هنــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق